الخطأ الشهير لألبرت أينشتاين ودور الطالب الهندي شاندرا سيخار في تصحيحه
الخطأ الشهير لألبرت أينشتاين ودور الطالب الهندي شاندرا سيخار في تصحيحه
تاريخ العلم مليء بالاكتشافات والأخطاء، وليس هناك عالم عظيم لم يرتكب خطأً في مساره العلمي. في هذا المقال، سنتناول إحدى الأخطاء الشهيرة التي ارتكبها عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين وكيف قام الطالب الهندي شاندرا سيخار بدور هام في تصحيح هذا الخطأ.
جزء 1: خطأ ألبرت أينشتاين والثابت الكوني
في عام 1917، كان ألبرت أينشتاين يعمل على معادلات النسبية العامة، وهي نظرية فيزيائية هامة جدًا تشرح الجاذبية وتأثيرها على الكون. خلال بحثه، واجه أينشتاين تحدًا كبيرًا يتعلق بتصوره لشكل وحجم الكون.
توصلت معادلات النسبية العامة التي وضعها أينشتاين إلى نتيجة مفاجئة وصادمة: أشارت هذه المعادلات إلى أن الكون ليس ثابتًا بل يمكن أن يتمدد إلى ما لا نهاية أو ينكمش. هذا الاكتشاف أثر بشكل كبير على أينشتاين وأثار أزمة داخلية لديه.
لحل هذه المشكلة، قام أينشتاين بإضافة ما يُعرف اليوم بالثابت الكوني إلى معادلاته الرياضية. هذا الثابت كان يهدف إلى إيقاف تمدد الكون وجعله ثابتًا، وهذا يُظهر كيف يمكن للعلماء أحيانًا أن يكونوا عرضة للخطأ والتقديرات الخاطئة.
جزء 2: اكتشاف إدوين هابل وتمدد الكون
عام 1928، قام العالم إدوين هابل بعملية مهمة في مجال علم الفلك. اكتشف هابل ظاهرة تمدد الكون، حيث أدرك أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة. هذا الاكتشاف كان مفاجئًا ومهمًا لأنه أثبت أن معادلات أينشتاين الأصلية كانت صحيحة، وأن الكون يتمدد حقًا.
جزء 3: تخلي أينشتاين عن الثابت الكوني
بعد اكتشاف هابل، تذكر ألبرت أينشتاين الثابت الكوني الذي أضافه إلى معادلاته. وفي مفاجأة كبيرة، قرر أينشتاين التخلي عن هذا الثابت وإزالته من معادلاته. بدلاً من محاولة تجميد الكون وجعله ثابتًا، أدرك أينشتاين أن معادلاته الأصلية كانت تصف بدقة تمدد الكون.
هذا القرار الذي اتخذه أينشتاين كان مهمًا لأنه أسهم في تطور الفهم العلمي للكون ودور التمدد الكوني في تكوينه.
جزء 4: الإسهام الكبير لشاندرا سيخار
في هذا السياق، نجد أن للطالب الهندي شاندرا سيخار دورًا كبيرًا في تصحيح الخطأ الذي ارتكبه أينشتاين. في عام 1928، أبحر سيخار إلى إنجلترا بهدف الحصول على درجة الدكتوراه في جامعة كمبردج، حيث كان يتعلم تحت إشراف أحد أعظم علماء النسبية وقتها وهو البروفيسور إدنجتون.
في رحلته البحرية إلى إنجلترا، كان سيخار يفكر في معادلات فيزياء الفلك التي وضعها العالم آر. دبلو. فولر. وبينما كان يعمل على هذه المعادلات، اكتشف سيخار أخطاءً معينة فيها.
وعند وصوله إلى جامعة كمبردج، قام سيخار بعرض نتائجه واكتشافاته أمام إدنجتون، مشرحًا الأخطاء التي اكتشفها في معادلات فولر. ولكن إدنجتون لم يكن مستعدًا في البداية لقبول هذه الاكتشافات من الطالب الهندي الصغير.
وفي تلك اللحظة الحاسمة، قال إدنجتون لسيخار: “اذهب والعب في الطين”، تعبيرًا عن عدم قبوله لنتائج البحث الصغيرة للطالب. ولكن، استمر سيخار في البحث والعمل على تصحيح الأخطاء، وأخيرًا اعترف إدنجتون بأنه كان مخطئًا.
جزء 5: حد شاندرا سيخار وأهميته في علوم الكون
بفضل العمل الجاد لشاندرا سيخار، نجح في تصحيح معادلات فيزياء الفلك وتحديد كتلة النجم الذي ينهار ويتحول إلى قزم أبيض. هذه الكتلة أصبحت معروفة اليوم باسم “حد شاندرا سيخار” وتُستخدم في دراسات علم الكون وعلم الفلك.
إن أهمية اكتشافات سيخار تكمن في أنها ساهمت بشكل كبير في فهمنا لعمليات تكوين النجوم والظواهر الكونية. بفضل عمله، أصبح لدينا معرفة أفضل بكيفية نهاية حياة النجوم وتحولها إلى قزم أبيض.
تُظهر هذه القصة كيف يمكن للعلماء أن يرتكبوا أخطاءً ويتعلموا منها، وكيف يمكن للطلاب الشغوفين بالعلم أن يسهموا بشكل كبير في تطوير المعرفة الإنسانية. خطأ ألبرت أينشتاين وتصحيحه بواسطة شاندرا سيخار يُظهر أهمية البحث المستمر وتطور العلم على مر الزمن.