هوس التجميل في الأردن: انتشار وتحديات
شهد الأردن هوساً لافتاً بعمليات التجميل خلال الأعوام الأخيرة، مما أدى إلى إحداث إرباك أمني في المطارات نتيجة فشل المسافرات في مطابقة هويتهن مع صورهن على جوازات السفر. يُنظر إلى بريق الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي كعامل رئيسي في دفع الأردنيين لتغيير مظهرهم والتقليد من المشاهير. ورغم ارتفاع حالات الوفاة والأخطاء الطبية الناجمة عن بعض هذه العمليات، إلا أن عمليات التجميل أصبحت في متناول الجميع بفضل العروض التقسيطية وتوفر المراكز الطبية المتنوعة.
ويرجع الاختصاصيون الاجتماعيون انتشار عمليات التجميل إلى الوعي المتزايد للأردنيين بأهمية المظهر الخارجي وتأثيره على حياتهم الاجتماعية والمهنية. يتمثل الرغبة في الحصول على جسد مثالي وقوام رشيق بالإضافة إلى رغبة الثقة والرضا بالنفس. تتنوع خدمات عمليات التجميل بالأردن بين شد الوجه وتجميل الأنف والشفاه، وإزالة التجاعيد وشفط الدهون، ويتوافر أيضاً عدد من مراكز العلاج بتقديم خدمات مختلفة تتناسب مع احتياجات الزبائن.
وتُعد الأردن وجهة مفضلة للسياحة العلاجية في الشرق الأوسط، وازدادت شهرته كواحدة من الوجهات الرئيسية لعمليات التجميل. ورغم التحديات الاقتصادية التي يواجهها المواطن الأردني، فإن عيادات التجميل تشهد إقبالاً كبيراً من النساء والرجال على تحسين مظهرهم العام. إلى جانب النساء، يطلب الرجال أيضاً تجميل الأنف وشد الوجه ومعالجة التجاعيد وزراعة الشعر للحصول على شكل مميز.
ومن الجدير بالذكر أن الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في انتشار هذه الظاهرة، لكن هناك تحذيرات من بعض العروض غير الواقعية واللاهثين وراء الكمال بنتائج غير حقيقية. تشير الإحصاءات إلى أن الاستهلاك الكلي لمستحضرات التجميل في الأردن يقارب الـ 400 مليون دولار سنوياً. تتحدث هذه الظاهرة عن مدى التأثير الذي أحدثته في المجتمع الأردني وتحدياتها على الصعيد الأمني في المطارات. كما تسلط الضوء على العوامل التي دفعت الأردنيين لإجراء هذه العمليات بكثافة، وكيف تطورت العمليات التجميلية بين الإناث والذكور على حد سواء في البلاد.