ارتفاع أسعار الذهب قرب أعلى مستوياته في شهر وسط بيانات اقتصادية أميركية متباينة

تشهد أسعار الذهب استمرارًا في الارتفاع، حيث اقتربت من أعلى مستوياتها خلال هذا الشهر. وقد عززت مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة توقعات تأجيل رفع أسعار الفائدة هذا العام. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن تُعدَّ قراءات التضخم التي من المقرر أن تُصدر لاحقًا في هذا اليوم مؤشرًا على تعديل هذه التوقعات.

في تمام الساعة 0331 بتوقيت غرينتش، سجل سعر الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.2%، ليصل إلى 1945.40 دولار للأونصة. وبلغ سعر العقود الأميركية الآجلة للذهب 1972.40 دولار، حيث استقرت الأسعار على مدار الجلسة.

على الرغم من التقدم الذي حققه سعر الذهب هذا الأسبوع، يتجه إلى تسجيل انخفاضٍ شهري يقدر بنحو 1%. ويرتبط هذا الانخفاض بتعزيز الدولار الأميركي لأداء قوي على مدار الشهر، حيث يتطلع الدولار إلى تحقيق أول ارتفاع شهري له خلال ثلاثة أشهر. وتستعد عوائد سندات الخزانة الأميركية أيضًا لتحقيق ارتفاعٍ شهري للمرة الرابعة على التوالي، بعد أن وصلت إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2007 خلال الأسبوع الماضي.

قال مايكل لانجفورد، الذي يشغل منصب كبير مسؤولي الاستثمار في شركة سكوربيون مينيرالز، لوكالة رويترز: “إن نفقات الاستهلاك الشخصي وأرقام التوظيف الشهرية في الولايات المتحدة ستقدم إرشادًا هامًا بشأن توجهات أسعار الفائدة المستقبلية.”

من جهة أخرى، أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة خلال هذا الأسبوع نمو الاقتصاد الأميركي بوتيرة أقل بقليل مما كان متوقعًا في البداية خلال الربع الثاني من العام. وعلى نقيض ذلك، شهدت أعداد الوظائف الشاغرة تراجعًا لتصل إلى أدنى مستوى لها في نحو عامين ونصف خلال شهر يوليو، مما يشير إلى تباطؤ سوق العمل تدريجيًا.

من ناحية أخرى، تُظهر بيانات المسح الرسمي انكماشًا في نشاط قطاع التصنيع للشهر الخامس على التوالي في أغسطس في الصين، والتي تُعد أكبر مستهلك للذهب عالميًا.

وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة تراجعًا بنسبة 0.3% في المعاملات الفورية، لتصل إلى 24.59 دولار للأوقية، وذلك بعدما سجلت مستوىً عاليًا جديدًا لأكثر من شهر يوم أمس الأربعاء.

وبالنسبة للبلاتين، استقرت أسعاره عند مستوى 974.13 دولار، ويبدو أنه متجه لتحقيق مكاسبٍ شهرية للشهر الثاني على التوالي. وفيما يتعلق بالبلاديوم، سجل ارتفاعًا بنسبة 0.9%، ليصل إلى 1232.98 دولار. ومع ذلك، يبدو أنه متجه لتسجيل انخفاض شهري يبلغ 4%.

في الختام، تظل أسعار الذهب تحت تأثير عوامل متعددة، بما في ذلك التطورات الاقتصادية الأميركية والعالمية، وتوقعات تغير أسعار الفائدة. سيظل الاقتصاد العالمي وسوق الذهب في حالة تقلب، حيث ستستمر المتغيرات في تحديد اتجاهات الأسعار في الفترة المقبلة.