إدراج “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي: ترحيب فلسطيني وأهمية آثار الموقع الأثري
إدراج “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي: ترحيب فلسطيني وأهمية آثار الموقع الأثري
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” عن قرارها إدراج موقع “تل السلطان” في فلسطين على قائمة التراث العالمي خلال دورتها الـ45 التي أُقيمت في العاصمة السعودية الرياض. هذا القرار أثار ترحيباً كبيرًا من قبل الشعب الفلسطيني والعديد من الجهات الدولية، وأثبت مرة أخرى أهمية آثار الموقع الأثري وتاريخه العريق.
تل السلطان: موقع أثري فلسطيني بتاريخ طويل
تعتبر مدينة أريحا وموقع تل السلطان أحد أهم المواقع الأثرية في فلسطين. يُعتقد أن هذا الموقع كان مأهولًا منذ نحو 10 آلاف عام، مما يجعله أقدم بلدة زراعية محصنة في العالم. يقع تل السلطان في الجزء السفلي من سهل وادي الأردن، ويبعد حوالي 10 كيلومترات عن البحر الميت وكيلومترين عن مدينة أريحا. واللافت أن هذا الموقع يقع 250 مترًا تحت مستوى سطح البحر، مما يجعل من أريحا القديمة أخفض وأقدم مدينة في العالم.
أهمية تل السلطان على الصعيدين الوطني والعالمي
إدراج موقع “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي لليونيسكو يعكس الأهمية الكبيرة لهذا الموقع الأثري. إذ يُعتقد أن “تل السلطان” يمثل أول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة، حيث تم بناؤه قبل أكثر من 10 آلاف عام. ويحتوي الموقع على 29 طبقة لحضارات قديمة مختلفة، بالإضافة إلى مبانٍ معمارية مهمة.
ومن الجوانب البارزة لهذا الموقع الأثري:
- البرج الدائري: يُعتبر هذا المبنى منجزًا معماريًا فريدًا، حيث يحتوي على درج داخلي منحوت من الحجر وممر عرضه 3 أمتار.
- السور والخندق: يحيط بالمدينة سور وخندق بعمق 3 أمتار.
- النظام الاجتماعي والاقتصادي: يُظهر الموقع دلائل على وجود نظام اجتماعي واقتصادي مزدهر.
ترحيب فلسطيني بالقرار وردود فعل دولية إيجابية
رحب الشعب الفلسطيني بحرارة بقرار اليونيسكو إدراج “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي. وقد علق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذا القرار قائلاً إنه يمثل أهمية كبيرة ويبرز أصالة الشعب الفلسطيني وتاريخه العريق. وأكد الرئيس عباس أن دولة فلسطين ستبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على هذا الموقع الفريد والحفاظ على تراثه.
وشكر الرئيس عباس، نيابة عن دولة فلسطين، المملكة العربية السعودية على استضافتها لجنة التراث العالمي. كما قدّم الشكر لجميع الدول والأعضاء الذين ساهموا في إدراج موقع “تل السلطان” على لائحة التراث العالمي.
تأثير إدراج موقع “تل السلطان” على السياحة الفلسطينية
من المتوقع أن يكون لإدراج “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي تأثير إيجابي على السياحة في فلسطين. إذ سيشجع هذا القرار المزيد من السياح على زيارة هذا الموقع الأثري الفريد واستكشاف تاريخه العريق.
تأكيد الحقوق الفلسطينية وضرورة الحفاظ على التراث
يعكس قرار إدراج “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي التزام المجتمع الدولي بدعم الحقوق الفلسطينية والاعتراف بالتراث الثقافي والتاريخي للشعب الفلسطيني. وهذا يأتي في سياق أوسع يشمل التزام المجتمع الدولي بدعم السلام والاستقرار في المنطقة.
احتفالات وفعاليات فلسطينية احتفاءً بالقرار
في أعقاب قرار “اليونيسكو”، نظم الفلسطينيون العديد من الفعاليات والاحتفالات في مدينة أريحا وموقع “تل السلطان”. وتضمنت هذه الفعاليات مسيرات رياضية وفعاليات كشفية وعروضاً فنية وموسيقية.
وفي ختام هذا الحدث التاريخي، نجد أن إدراج “تل السلطان” على قائمة التراث العالمي يعكس التزامًا دوليًا بدعم الحقوق الفلسطينية والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للشعب الفلسطيني. يمكن لهذا القرار أن يسهم في تعزيز السياحة في فلسطين وفي تعزيز فهم العالم للثقافة والتاريخ الفلسطينيين.