مالي تدعو بعثة الأمم المتحدة للرحيل وتحذر من تداعيات هجوم على النيجر
عبد الله ديوب ووجهة مالي في الأمم المتحدة:
في خضم التحديات والأزمات التي تواجهها جمهورية مالي في غرب إفريقيا، ألقى وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب خطاباً هاماً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. حيث أعلن ديوب أن البعثة الأممية في بلاده لم تعد قادرة على مساعدة مالي في استعادة سيادتها على أراضيها، ودعا بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى مغادرة أراضي مالي.
الوضع الأمني المتدهور:
تحدث وزير الخارجية المالي عن تدهور الوضع الأمني في بلاده وأكد أن بعثة الأمم المتحدة لم تعد قادرة على تحقيق الاستقرار والأمان في مالي. وأشار إلى أن الأوضاع تدهورت بشكل ملحوظ في ظل وجود البعثة الأممية، مما جعل استمرار وجودها غير مبرر.
انتقال التهديدات إلى المناطق الوسطى والجنوبية:
وفي تقدير دقيق للوضع الراهن، أكد ديوب أن الأمن الذي كان يعتبر محصورًا في مناطق شمال مالي عندما نشأت بعثة الأمم المتحدة في عام 2013، انتقل إلى المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد. وأشار إلى أن بقاء البعثة الأممية أصبح غير مقبول، حيث أنها أصبحت جزءًا من المشكلة بدلاً من الحل.
موعد انسحاب بعثة الأمم المتحدة:
في إطار التنسيق المستمر بين الحكومة المالية والبعثة الأممية، أعلن وزير الخارجية عبد الله ديوب أنهما يعملان على ضمان انسحاب البعثة بشكل منسق وآمن وفقًا للجدول الزمني المحدد في 31 ديسمبر 2023. وهذا يعني أن مالي ستتولى مسؤولية استعادة السيطرة على أراضيها بعد انتهاء مهمة البعثة.
التعاون المستمر مع الأمم المتحدة:
رغم قرار إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في مالي، أكد ديوب أن هذا لا يعني نهاية التعاون بين مالي والأمم المتحدة. بالعكس، أعرب عن تمسك بلاده بانتمائها للأمم المتحدة واحترام مبادئ ميثاقها النبيلة.
تحذير من تداعيات أي هجوم عسكري على النيجر:
بالتوازي مع هذا الإعلان، حذر وزير الخارجية المالي من أي هجوم عسكري على النيجر، التي شهدت انقلابًا عسكريًا في وقت سابق. حيث أكد أن مالي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل عسكري في النيجر لاستعادة النظام الدستوري بعد الانقلاب.
تهديدات منظمة إكواس:
ومنذ أسابيع عدة، تهدد منظمة الاقتصاد الغرب إفريقي (إكواس) بشن تدخل عسكري في مالي بهدف إعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة. ولهذا السبب وقعت مالي اتفاقاً دفاعياً مع النيجر وبوركينا فاسو، ينص على المساعدة المتبادلة في حالة وقوع أي هجوم يستهدف سيادة وسلامة أراضي هذه الدول الثلاث.
تأتي تصريحات وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب في سياق التطورات الأمنية والسياسية الهامة التي تمر بها مالي والمنطقة الغربية لإفريقيا بشكل عام. وتشير إلى تحول استراتيجي في العلاقة بين مالي وبعثة الأمم المتحدة وتأكيد على الحاجة إلى الاستقلالية والسيادة في تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد.