الليرة التركية تتراجع إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي
تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي، حيث وصلت إلى أكثر من 27.236 ليرة للدولار الواحد يوم الثلاثاء. هذا التراجع يأتي نتيجة للضغوط التضخمية المستمرة وارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية. وبهذا التراجع، تزيد خسائر الليرة على أساس سنوي إلى أكثر من 31%.
من المهم فهم العوامل التي أدت إلى هذا التراجع الكبير في قيمة الليرة التركية. تأتي هذه الأزمة بسبب سياسة رئيس الجمهورية التركي رجب طيب إردوغان في دعم أسعار الفائدة المنخفضة رغم ارتفاع معدل التضخم بشكل كبير. وقد بدأت هذه الأزمة في نهاية عام 2021 واستمرت حتى الوقت الحالي.
البنك المركزي التركي قرر في وقت سابق أن يتوقف عن التدخل في سوق الصرف الأجنبي بهدف دعم الليرة، وهذا القرار ساري اعتبارًا من حزيران/يونيو. ولكن في محاولة للسيطرة على الأزمة والحد من تدهور الليرة والتضخم، قام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة مرتين خلال شهرين.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات، استمر سعر صرف الليرة أمام الدولار في التراجع، ووصل لأول مرة إلى مستوى 24 ليرة مقابل الدولار الواحد. وجاء هذا التراجع بعدما اتخذ البنك المركزي التركي قرارًا برفع سعر الفائدة إلى 15%.
منذ تغيير سياسة البنك المركزي التركي، فقدت الليرة نحو 24% من قيمتها، مما أثار قلقاً كبيراً في السوق المالية التركية وأضر بالاقتصاد بشكل عام. وبالتالي، وجد وزير الاقتصاد الجديد محمد شيمشك نفسه أمام تحديات كبيرة لاستعادة الثقة في الاقتصاد التركي واستقرار الليرة.
يجب أيضا أن نلقي نظرة على احتياطيات العملة الأجنبية للبنك المركزي التركي، حيث هبطت بأكثر من 33 مليار دولار منذ نهاية عام 2022. وللمرة الأولى منذ الأسابيع الخمسة الأولى من عام 2002، تحولت هذه الاحتياطيات إلى السلبي، وذلك مع ارتفاع الطلب على النقد الأجنبي بمعدلات قياسية خلال فترة الانتخابات والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
إن هذا التراجع المستمر في قيمة الليرة التركية يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة التركية والبنك المركزي، ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية لاستقرار الوضع واستعادة الثقة في الاقتصاد.