زيلانديا: قارة مختفية تحت المحيطات وأسرارها الجيولوجية المذهلة
قبل حوالي 83 مليون سنة، كانت الأرض تتكون من قارة واحدة ضخمة تسمى جوندوانا، والتي لاحقًا تمزقت إلى سبع قارات وجزء كبير منها غمرته المياه. ومن ضمن هذه الأراضي المغمورة كانت هناك جزيرة كبيرة تسمى زيلانديا، والتي يمكن اعتبارها اليوم القارة الثامنة للأرض.
تظل زيلانديا غامضة لفترة طويلة، حيث يظهر فقط جزء صغير منها فوق سطح المحيط، وهو نيوزيلندا والجزر المحيطة بها. تقدر مساحة زيلانديا بحوالي 4.9 مليون كيلومتر مربع، ومعظمها مغمور بالمياه.
استنادًا إلى البيانات الجيوكيميائية والنظائرية المستخرجة من عينات الصخور والقراءات الزلزالية، نجح العلماء في إنشاء أول خريطة دقيقة لهذه القارة المختفية. استخدم العلماء عينات من الصخور القديمة من مواقع الحفر الاستكشافية في جنوب زيلانديا، مثل جزر تشاتام وأنتيبودس، ليكتشفوا أن هناك تشابهًا في الأنماط الجيولوجية مع القارة القطبية الجنوبية. هذا يشير إلى أن حافة زيلانديا اندسست تحت الماء قبل ما يقرب من ربع مليار سنة، عبر هضبة كامبل قبالة الساحل الغربي لنيوزيلندا.
في البداية، حدث تصدع في المناطق المشتركة بين زيلانديا والقارة القطبية الجنوبية، مما سمح لبحر تسمان بالاندفاع بينهما حوالي 83 مليون سنة. ثم، خلال العصر الطباشيري المتأخر، الذي بدأ منذ حوالي 79 مليون سنة، انفجرت زيلانديا وغرب القارة القطبية الجنوبية لتشكل المحيط الهادئ الذي نعرفه اليوم.